Tuesday, May 23, 2017

المكي والمدني في القرآن الكريم



الثاني
البحث

۲.١ تعريف المكي والمدني
اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة :
التعريف الأول: أن المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة.۲ وهذا التعريف روعي فيه الزمان.
التعريف الثاني: أن المكي ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة.۳ ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وعرفات والحديبية، ويدخل في المدينة ضواحيها أيضًا كالمنزل عليه في بدر، وأحد، وسلع.
وهذا التعريف لوحظ فيه مكان النزول، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما، كقوله -تعالى- في سورة التوبة: لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ الآية فإنها نزلت بتبوك، وقوله تعالى في سورة الزخرف: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ الآية، فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء.
التعريف الثالث: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة.٤ وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ الآية، وقوله تعالى في سورة الكوثر: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ الآية وغيرهما.
ويرد عليه أن هناك سورًا مدنية ورد فيها الخطاب بصيغة يَا أَيُّهَا النَّاسُ وسورًا مكية ورد فيها الخطاب بصيغة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مثال الأولى سورة البقرة، فإنها مدنية وفيها يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الآية، ومثال الثانية سورة الحج، فإنها مكية عند بعض أهل العلم، وفيها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا الآية.
فالراجح من هذه التعريفات الثلاثة هو التعريف الأول للأسباب الآتية:
١. أنه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف، واعتمده العلماء واشتهر بينهم.
۲. أن الاعتماد عليه يقضي على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني.
۳. أنه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة، فقد نزل كثير من آياتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في طريق عودته من تبوك، ونزلت سورة الفتح على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عائد من صلح الحدبية، ونزلت سورة المنافقون عليه، وهو في عزوة المصطلق.

۲.١.١ أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني
هناك أسباب أدت إلى اختلاف أهل العلم حول تعيين المكي والمدني، وتنحصر تلك الأسباب فيما يلي:
أولا: عدم التنصيص من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا الأمر، فلم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: هذه السورة أو الآية مكية، وتلك السورة أو الآية مدنية.
ثانيا: الاختلاف في تحديد مصطلح المكي والمدني.
ثالثا: عدم التمييز بين ما هو صريح في السببية وما هو غير صريح فيها. يعني أنه وقع من بعض الرواة لأسباب النزول -لعدم تمييزهم بين القصة الصريحة في السببية وبين القصة التي ذكرت كتفسير للآية وبيان معناها- أن ألحق بعض الآيات المكية في السور المدنية، كما ألحق بعض الآيات المدنية في السور المكية، اعتمادا على تلك الأسباب غير الصريحة.
رابعا: توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني، مع أن تلك الضوابط والخصائص مبناها على الغالبية، لا على التحديد القاطع الذي لا يقبل التخلف أو الاستثناء.
خامسا: الاعتماد على الروايات الضعيفة التي لا ترتقي بمستوى الاحتجاج رغم وجود روايات صحيحة في الموضوع.


۲.١.۲ فوائد معرفة المكي والمدني۵
·      معرفة الناسخ والمنسوخ، فالمدني ينسخ المكي؛ إذ أن المتأخر ينسخ المتقدم.
·      الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم؛ إذ أن معرفة مكان نزول الآية تعين على فهم المراد بالآية ومعرفة مدلولاتها، وما يراد فيها.
·      معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام، وذلك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد.
·      استخراج سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بمتابعة أحواله بمكة المكرمة ومواقفه في الدعوة، ثم أحواله في المدينة وسيرته في الدعوة إلى الله فيها.
·      بيان عناية المسلمين بالقرآن الكريم واهتمامهم به حيث إنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني فحسب، بل تتبعوا أماكن نزوله، ما كان قبل الهجرة وما كان بعدها، ما نزل بالليل وما نزل بالنهار، ما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، إلى غير ذلك من الأحوال.
·      معرفة أسباب النزول، إذ أن معرفة مكان نزول الآية توقفنا على الأحوال والملابسات التي احتفت بنزول الآية.
·      الثقة بهذا القرآن وبوصوله إلينا سالمًا من التغيير والتحريف.
·۲.١.۳ الروايات التي حددت السور المكية والمدنية
قد وردت مجموعة من الروايات عن الصحابة والتابعين التي حددت السور المكية والمدنية وفيما يلي نسرد هذه الروايات مع بيان درجتها من حيث الصحة والضعف. ثم نذكر على ضوئها السور المتفق علي مكيتها أو مدنيتها والسور المختلف فيها.
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: إنما يرجع في معرفة المكي والمدني إلى حفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول انتهى. وقد أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: "والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله تعالى إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ".
وقد ورد عن ابن عباس وغيره عد المكي والمدني وأنا أسوق ما وقع لي من ذلك ثم أعقبه بتحرير ما اختلف فيه. قال ابن سعد في الطبقات: أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس قال: "سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة فقال نزل بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة ".

أ‌.)       وقال أبو جعفر النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ: حدثني يموت بن المزرع حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى حدثني يونس بن حبيب سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدا عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي فقال: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: "سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة: ( قل تعالوا أتل ) إلى تمام الآيات الثلاث وما تقدم من السور مدنيات. ونزلت بمكة سورة الأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل - سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرفه من أحد - وسورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج - سوى ثلاث آيات: ( هذان خصمان ) إلى تمام الآيات الثلاث فإنهن نزلن بالمدينة - وسورة المؤمنين والفرقان وسورة الشعراء - سوى خمس آيات من أخراها نزلن بالمدينة: ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) إلى آخرها. وسورة النمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان - سوى ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة: ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ) إلى تمام الآيات - وسورة السجدة سوى ثلاث آيات: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ) إلى تمام الآيات الثلاث وسورة سبأ وفاطر ويس والصافات وص والزمر سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا ) إلى تمام الثلاث آيات والحوا ميم السبع وق والداريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والصف والتغابن إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة. والملك ون والحاقة وسأل وسورة نوح والجن والمزمل إلا آيتين: ( إن ربك يعلم أنك تقوم ) والمدثر إلى آخر القرآن إلا إذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنهن مدنيات. ونزل بالمدينة سورة الأنفال وبراءة والنور والأحزاب وسورة محمد والفتح والحجرات والحديد وما بعدها إلى التحريم ". هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين.

ب‌.)  وقال البيهقي في دلائل النبوة: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي حدثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: "أنزل الله من القرآن بمكة: اقرأ باسم ربك ون والمزمل والمدثر وتبت يدا أبي لهب وإذا الشمس كورت وسبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى والفجر والضحى وألم نشرح والعصر والعاديات والكوثر وألهاكم التكاثر وأرأيت وقل يا أيها الكافرون وأصحاب الفيل والفلق وقل أعوذ برب الناس وقل هو الله أحد والنجم وعبس وإنا أنزلناه والشمس وضحاها والسماء ذات البروج والتين الزيتون ولإيلاف قريش والقارعة ولا أقسم بيوم القيامة والهمزة والمرسلات وق ولا أقسم بهذا البلد والسماء والطارق واقتربت الساعة وص والجن ويس والفرقان والملائكة وطه والواقعة وطسم وطس وطسم وبني إسرائيل والتاسعة وهود ويوسف وأصحاب الحجر والأنعام والصافات ولقمان وسبأ والزمر وحم المؤمن وحم الدخان وحم السجدة وحمعسق وحم الزخرف والجاثية والأحقاف والداريات والغاشية وأصحاب الكهف والنحل ونوح وإبراهيم والأنبياء والمؤمنون والم السجدة والطور وتبارك والحاقة وسأل وعم يتساءلون والنازعات وإذا السماء انشقت وإذا السماء انفطرت والروم والعنكبوت.

ت‌.)  وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين والبقرة وآل عمران والأنفال والأحزاب والمائدة والممتحنة والنساء وإذا زلزلت والحديد ومحمد والرعد والرحمن وهل أتى على الإنسان والطلاق ولم يكن والحشر وإذا جاء نصر الله والنور والحج والمنافقون والمجادلة والحجرات ويا أيها النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرم والصف والجمعة والتغابن والفتح وبراءة.

ث‌.)  قال ابن الضر يس في فضائل القرآن: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي أنبأنا عمرو بن هارون حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن ابن عباس قال: "كانت إذا أنزلت فاتحة الكتاب بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء وكان أول ما أنزل من القرآن: اقرأ باسم ربك ثم ن ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر ثم والعاديات ثم إنا أعطيناك ثم ألهاكم التكاثر ثم أرأيت الذي يكذب ثم قل يا أيها الكافرون ثم ألم تر كيف فعل ربك ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم ثم عبس ثم إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم والشمس وضحاها ثم والسماء ذات البروج ثم والتين ثم لإيلاف قريش ثم القارعة ثم لا أقسم بيوم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق ثم لا أقسم بهذا البلد ثم والسماء والطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص ثم الأعراف ثم قل أوحي ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم كهيعص ثم طه ثم الواقعة ثم طسم الشعراء ثم طس ثم القصص ثم بني إسرائيل ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حم عسق ثم حم الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية ثم الأحقاف ثم الذاريات ثم الغاشية ثم الكهف ثم النحل ثم إنا أرسلنا نوحا ثم سورة إبراهيم ثم الأنبياء ثم المؤمنين ثم تنزيل السجدة ثم الطور ثم تبارك الملك ثم الحاقة ثم سأل ثم عم يتساءلون ثم النازعات ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ثم العنكبوت ثم ويل للمطففين فهذا ما أنزل الله بمكة. ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم القتال ثم الرعد ثم الرحمن ثم الإنسان ثم الطلاق ثم لم يكن ثم الحشر ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم الصف ثم الفتح ثم المائدة ثم براءة ".

ج‌.)    قال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا عبد الله بن صالح ومعاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والحج والنور والأحزاب والذين كفروا والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريين - يريد الصف - والتغابن ويا أيها النبي إذا طلقتم النساء ويا أيها النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرم والفجر والليل وإنا أنزلناه في ليلة القدر ولم يكن وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وسائر ذلك بمكة ".

ح‌.)    قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج ابن منهال نبأنا هشام عن قتادة قال: "نزل في المدينة من القرآن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والحديد والرحمن والمجادلة والحشرو الممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق وياأيها النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرم إلى رأس العشروإذا زلزلت وإذا جاء نصرا لله وسائر القرآن نزل بمكة ".٦

۲.١.٤ الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني
لمعرفة المكي والمدني طريقان:
١– سماعي: وهو النقل الصحيح عن الصحابة أو التابعين.
۲– قياسي: وهو ضوابط كلية، وهذه الضوابط مبناها على التتبع والاستقراء المبني على الغالب.

۲.١.٥ السورة المختلفة
بيان القول الراجح في السورة المختلفة فيها :
ü              سورة الفاتحة: مكية في جميع الروايات والأقوال المذكورة.
ü              سورة الرعد: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وكذا في رواية أبي عبيد، والنحاس، وهذا لا يمنع وجود آيات مدنية فيها.
ü              سورة النحل: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السورة المكية.
ü              سورة الحج: مكية، بها آيات مدنية.
ü              سورة العنكبوت: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية، لكن في أولها آيات مدنية.
ü              سورة محمد (صلى الله عليه وسلم) : مدنية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المدنية.
ü              سورة الرحمن: قال السيوطي: الجمهور على أنها مكية، وهو الصواب. وتتميز بمزايا السور المكية أسلوبا وموضوعا.
ü              سورة الصف: مدنية في معظم الروايات، وهي تعالج موضوع الجهاد الذي لم يفرض على الأمة المؤمنة إلا بالمدينة المنورة.
ü              سورة التغابن: مدنية في أغلب الروايات والأقوال.
ü              سورة الإنسان: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وهو الذي رجحه بعض الباحثين.
ü              سورة الفجر: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية.
ü              سورة الليل: مكية في أغلب الروايات والأقوال.
ü              سورة القدر: مكية عند الأكثر.
ü              سورة البينة: مدنية في معظم الروايات.
ü              سورة الزلزلة: مدنية في أغلب الروايات والأقوال.
ü              سورة النصر: مدنية في جميع الروايات.
ü              سورة الإخلاص: مكية في معظم الروايات.
ü              سورتا الفلق والناس: مدنيتان على الراجح .

۲.٦.١  ضوابط في المكي والمدني
{أرأيت} نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقي بالمدينة ضوابط في المكي والمدني أخرج الحاكم في مستدركه والبيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ما كان: {يا أيها الذين آمنوا} أنزل بالمدينة وما كان {يا أيها الناس} فبمكة.
وأخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسلا. وأخرج عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن: {يا أيها الناس} أو: {يا بني آدم} فإنه مكي وما كان: {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني.
قال ابن عطية وابن الفرس وغيرهما: هو في: {يا أيها الذين آمنوا} صحيح وأما: {يا أيها الناس} فقد يأتي في المدني. وقال ابن الحصار: قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه وقد اتفق الناس على أن " النساء " مدنية وأولها: {يا أيها الناس} وعلى أن " الحج " مكية وفيها: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} .
وقال غيره: هذا القول إن أخذ على إطلاقه فيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض} . وسورة النساء مدنية وأولها: {يا أيها الناس} .
وقال مكي: هذا إنما هو في الأكثر وليس بعام وفي كثير من السور المكية: {يا أيها الذين آمنوا} . وقال غيره: الأقرب حمله على أنه خطاب المقصود به - أو جل المقصود به - أهل مكة أو المدينة.
وقال القاضي: إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلم وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم وباسمهم وجنسهم ويؤمر غير المؤمنين بالعبادة كما يؤمر المؤمنون بالاستمرار عليها والازدياد منها. نقله الإمام فخر الدين في تفسيره.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة وما كان من الفرائض والسنن فإنما نزل بالمدينة. وقال الجعبري: لمعرفة المكي والمدني طريقان: سماعي وقياسي فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما والقياسي كل سورة فيها: {يا أيها الناس} فقط، أو {كلا} أو أولها حرف تهج سوى الزهراوين والرعد أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية. وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية. انتهى.٧
ضوابط السور المدنية وخصائصها . أولًا: الضوابط:
أ‌.)              كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية.
ب‌.)         كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق، والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية.
ت‌.)         كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت، إلا أن الآيات الإحدى عشرة الأولى منها مدنية وفيها ذكر المنافقين.
ث‌.)         كل آية بدأ فيها الخطاب بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فهي مدنية.

ثانيًا: الخصائص:
أ‌.)              سلوك الإطناب والتطويل في آياته وسوره.
ب‌.)         سهولة ألفاظها وخلوها من الغريب اللغوي في الغالب.
ت‌.)         الأسلوب الهادئ والحجة الباهرة عند مناقشة أهل الكتاب، والأسلوب التهكمي عند مجادلة أهل الكتاب وفضح نواياهم الخبيثة.
ث‌.)         التحدث عن التشريعات التفصيلية والألحكام العملية في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية.
ج‌.)           بيان قواعد التشريع الخاصة بالجهاد، وحكمة تشريعه، وذكر الأحكام المتعلقة بالحروب والغزوات والمعاهدات والصلح والغنائم والفيء والأسارى.
ح‌.)           دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ومناقشتهم في عقائدهم الباطلة وبيان ضلالهم فيها.
خ‌.)           بيان ضلال المنافقين وإظهار ما تكنه نفوسهم من الحقد والعداوة على الإسلام والمسلمين هذه الأربعة من الخصائص الموضوعية.















الباب الثالث
الخلاصة
المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة . أحدها: أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة . والثاني: وهو المشهور أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة . والثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة
           من أسباب أدت إلى اختلاف أهل العلم حول تعيين المكي والمدني عدم التنصيص من الرسول و الاختلاف في تحديد مصطلح المكي والمدني
من فوائد معرفة المكي والمدني معرفة الناسخ والمنسوخ . الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم . معرفة أسباب النزول .








المراجع

·       محمد عبد العظيم الزُّرْقاني . مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة) . القاهرة : مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه
·       أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي . البرهان في علوم القرآن . الطبعة : الأولى، ۱۹۵۷ م . دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه
·       محمد عبد العظيم الزُّرْقاني . مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة) . مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه
·       عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي . الإتقان في علوم القرآن (١۳۹٤هـ/ ١۹٧٤ م) . الهيئة المصرية العامة للكتاب




۲  أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي . البرهان في علوم القرآن . الطبعة : الأولى، ۱۹۵۷ م . دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه . جزء ۱ ص ۱۸۷
۳  إيبيد
٤  إيبيد
۵  محمد عبد العظيم الزُّرْقاني . مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة) . مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه . جزء ۱ ص ۱٩۵
٦  عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي . الإتقان في علوم القرآن (١۳۹٤هـ/ ١۹٧٤ م). الهيئة المصرية العامة للكتاب جزء ١ ص ۳۹ - ٤٤
٧  إيبيد جوء ١ ص ٦٨ - ٧٠

No comments:

Post a Comment